-->

قصة ايوب

 قصة أيوب عليه السلام 



قصة أيوب عليه السلام





•﴿سيرته﴾•


ضربت الأمثال في صبر هذا النبي العظيم. فكلما ابتلي إنسانا ابتلاء عظيما أوصوه بأن يصبر كصبر أيوب عليه السلام.. وقد أثنى الله تبارك وتعالى على عبده أيوب في محكم كتابه (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) والأوبة هي العودة إلى الله تعالى.. وقد كان أيوب دائم العودة إلى الله بالذكر والشكر والصبر. وكان صبره سبب نجاته وسر ثناء الله عليه. والقرآن يسكت عن نوع مرضه فلا يحدده.. وقد نسجت الأساطير عديدا من الحكايات حول مرضه..


﴿مرض أيوب عليه السلام﴾


كثرت الروايات والأساطير التي نسجت حول مرض أيوب، ودخلت الإسرائيليات في كثير من هذه الروايات. ونذكر هنا أشهرها:

أن أيوب عليه السلام كان ذا مال وولد كثير، ففقد ماله وولده، وابتلي في جسده، فلبث في بلائه ثلاث عشرة سنة, فرفضه القريب والبعيد إلا زوجته ورجلين من إخوانه. وكانت زوجته تخدم الناس بالأجر، لتحضر لأيوب الطعام. ثم إن الناس توقفوا عن استخدامها، لعلمهم أنها امرأة أيوب، خوفاً أن ينالهم من بلائه، أو تعديهم بمخالطته. فلما لم تجد أحداً يستخدمها باعت لبعض بنات الأشراف إحدى ضفيرتيها بطعام طيب كثير، فأتت به أيوب، فقال: من أين لك هذا؟ وأنكره، فقالت: خدمت به أناساً، فلما كان الغد لم تجد أحداً، فباعت الضفيرة الأخرى بطعام فأتته به فأنكره أيضاً، وحلف لا يأكله حتى تخبره من أين لها هذا الطعام؟ فكشفت عن رأسها خمارها، فلما رأى رأسها محلوقاً، قال في دعائه: (رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين). وحلف أن يضربها مئة سوط إذا شفى.


﴿شفاء أيوب عليه السلام﴾


قال تعالي: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَـذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ)، وامتثل أيوب لأمر ربه، فانفجرت له عين من الماء باردة، فأمره الله أن يغتسل ويشرب منها، فشفاه الله من كل ما أصابه من الأمراض والأسقام الظاهرة والباطنة، وأبدله عنها بالصحة والعافية والأموال والأرزاق.

روى البخاري في صحيحه حديثاً يبيّن حال أيوب عليه السلام ممّا رواه الصحابي أبو هريرة رضي الله عنه، حيث قال: (بينما أيوبُ يغتسلُ عُريانًا ، خرَّ عليه رِجلُ جرادٍ من ذهبٍ ، فجعل يُحثِي في ثوبِه ، فنادى ربُّه : يا أيوبُ ، ألم أكن أَغنَيتُك عما ترى ؟ قال : بلى يا ربِّ ، ولكن لا غِنى بي عن بركتِك)، كما عوّضه الله تعالى عن أهله ايضاً، حيث قال: (وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ).


﴿العبر والعظات من قصة أيوب عليه السلام﴾


▪ صبَرَ أيوب عليه السلام على ما أصابه من الابتلاءات والمحن بمختلف أنواعها، وكان مثالاً يُحتذى به في الصبر والتحمّل، واحتوت قصّته على العديد من العبر والعظات التي تخفّف عن العبد المسلم ما قد يصيبه من أنواع الابتلاءات، وفيما يأتي بيان بعض العبر المتضمنة لها قصة أيوب عليه السلام: اللجوء إلى الله تعالى دائماً بمختلف الظروف والأحوال، سواءً كانت فرحاً أم حزناً، شديدة أم بسيطة، والحرص على الاعتقاد السليم في القلب أنّه لا مجيب إلا الله تعالى، ولا مزيل وكاشف للابتلاءات والهموم إلا هو، فالاعتقاد بذلك يملأ القلب بالأمان، والراحة، والاطمئنان، والسكينة، ويُورث النفس الرضا والقناعة بما قدّره الله تعالى من الأقدار والآجال والأرزاق. 


▪ الصبر على ما قد يصيب العبد في الحياة الدنيا من الامتحانات والهموم والفتن والمحن، فأيوب عليه السلام تصدّى لها بمختلف أنواعها، فصبر على فقد الولد، وعلى فقد المال، وصبر على المرض، وعلى مفاتن الدنيا المختلفة، حيث قال الله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ)، فالله تعالى يصيب عباده بذلك ليعلم الصابرين ويميّزهم عن غيرهم من العباد.


▪ إنّ صبر المؤمن واحتسابه للمصائب والهموم لوجه الله تعالى يعدّ سبباً في إبداله ذلك خيراً وتعويضه عما قد أصابه، ودليل ذلك ما روته أم سلمة رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من مسلمٍ تصيبُه مصيبةٌ فيقولُ : ما أمره اللهُ : إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعون . اللَّهمَّ ! أْجُرْني في مصيبتي واخلُفْ لي خيرًا منها - إلَّا أخلف اللهُ له خيرًا منها)،وذلك ما فعلته أم سلمة رضي الله عنها عندما توفي أبو سلمة، فأبدلها الله تعالى بمن هو أفضل منه، حيث تزوّجها الرسول عليه الصلاة والسلام.


إرسال تعليق

أحدث أقدم